يقع في قلب المدينة العتيقة لتطوان، حيث الجدران تحمل آثار الماضي، والأفنية تهمس بأسرارها القديمة، وتفوح روائح الياسمين وزهور النارنج لتعطر الأجواء، مستحضرة عبق حدائق الأندلس. هنا يولد مكان فريد، حيث تتحول التقاليد إلى مصدر للإبداع.
فضاء تلتقي فيه التقاليد لتلهم وتتجدد. إل باتيو هو فضاء ثقافي حيّ يحتفي بالإرث الأندلسي المغربي من خلال الفن، الموضة، والحرف اليدوية.
مشيّد في إسطبل قديم تمت إعادة ترميمه بعناية واحترام ووفق رؤية مستدامة، هذا الفضاء يجمع بين الحرفية الأصيلة والتصميم العصري. الفناء ليس مجرد متجر مفاهيم، بل هو مكان للقاء، للإلهام، ولتناقل المعرفة.
قبل أن يصبح الفناء حاضنًا للثقافة، كان يحمل اسمًا آخر: الروى الكبير ، الإسطبل الكبير. تعود قصته إلى أواخر القرن الثامن عشر، حيث كان مكانًا لراحة الدواب وقطعان الأغنام القادمة من نواحي تطوان.
وقد تهدّم مع مرور الزمن وبقي مهجورًا نحو أربعين عامًا، إلى أن اكتشفناه وأبهرتنا أقواسه الموريسكية وطابعه الفريد.
فشرعنا في ترميمه سنة 2022، في مشروعٍ استمر ثلاث سنوات، حرصنا خلاله على احترام روحه وصفاته المعمارية، وأعدنا ترميمه بمواد معاد تدويرها ومواد صديقة للبيئة.
اتخذت النافورة شعارًا للفناء، لأهمية هذا الماء الطبيعي المتدفّق من أعالي الجبال. ومن هنا جاء اسم مدينة تطوان في أصله الأمازيغي تطاون، أي عيون الماء. وقد خطّط لها الموريسكيون القادمون من الأندلس خريطة دقيقة، حيث وُزِّع الماء بحكمة وإتقان في جميع أحياء ومنازل المدينة العتيقة. لذا بذلنا مجهودًا كبيرًا لاسترجاعه.
اليوم، عادت المياه لتجري من جديد في قلب الفناء، كقلبٍ أُعيد إليه النبض. وفي هذا القلب تولد حكاية جديدة: صوف قطعان الأغنام يصبح خيطًا، والخيط يصبح نسيجًا، والنسيج يتحوّل إلى ذاكرة حيّة.
"هنا، لا تُحفَظ الحكاية، بل تُنسَج."
في الفناء كونسبت ستور ، وُلدت كل خدمة من احترام الإرث والرغبة في الإبداع بوعي. نهجنا يربط بين الثقافة، الفن، والتصميم المستدام عبر تجارب غنية وإنسانية.
فنانون محليون وناشئون يعرضون أعمالًا تتحاور مع تاريخ المكان وتفتح آفاقًا عصرية.
اختيار من قطع فريدة: خزف، منسوجات، قطع معاد تدويرها أو من النسيج التقليدي. كل قطعة تحمل حكاية خاصة.
ورشات في الرسم، الخط العربي، إعادة التدوير الفني، والحرف التقليدية. للتعلم، الإبداع، ونقل المعرفة.
إطار مرن لاستضافة مؤتمرات، عروض أو احتفالات في أجواء حميمة وأصيلة.
نرافق المشاريع التي تدمج الحرفية مع الاستدامة. كل إنجاز يُفكّر فيه بحس محلي ملتزم.
استمتع بالأطباق التقليدية الموريسكية والبربرية والسفاردية في تجربة طعام ممتعة.
